الكمالية تعني السعي لتحقيق المثالية في كل شيء، ولكن أحيانًا هذا السعي قد يأتي على حساب راحتك النفسية ويضعك تحت ضغط كبير. النتيجة هي شعور دائم بعدم الكفاية.
الكمالية: أنواعها وتأثيراتها
في عام 2003، أجرى الباحث "كنيس رايس" دراسة فرّقت بين نوعين من الكمالية:
الكمالية المتوافقة:
هذا النوع يسمح للفرد بتحديد معايير عالية لنفسه مع القدرة على التعامل مع الفشل. الأشخاص في هذه الفئة يعرفون كيف لا يدعوا هذه المعايير تؤثر على مزاجهم أو صحتهم النفسية.الكمالية غير المتوافقة:
على النقيض، هذا النوع يجعل الشخص يشعر بالفشل مع كل خطأ صغير. أي هفوة بسيطة قد تؤدي إلى إحباط وضغط كبير.
آراء الباحثين
الباحث "بول هيويت" يرى أنه لا يوجد شيء اسمه كمالية متوافقة، وأن الكمالية دائمًا تؤدي إلى الاكتئاب والقلق. أظهرت دراسة بريطانية في عام 2003 أن الأفراد الذين يعانون من الكمالية، خاصةً الذين يتهربون من المشاكل، يعيشون في حالة اكتئاب بدلاً من تعلم الدروس من أخطائهم. هذا الهروب من الواقع يسبب لهم مشاكل نفسية، مثل عدم معرفتهم بأنفسهم أو بمن حولهم. التفاعل بين المعايير غير الواقعية والهروب هو أحد الأسباب الرئيسية للضيق والاكتئاب.
كيف نتعامل مع الكمالية؟
اختار أولوياتك:
لا تضع معايير عالية في كل شيء. اختر الأشياء المهمة وركز عليها. كما يُقال: "اعرف شيئًا عن كل شيء وكل شيء عن شيء." إذا كنت طبيبًا جراحًا، فتعلم كل شيء في تخصصك، ولكن احرص أيضًا على معرفة بعض الأمور في مجالات أخرى مثل التاريخ والأدب والذكاء الاصطناعي.جرب ولا تخف من الخطأ:
الشخص الذي يسعى للكمال عادةً لا يتقبل الأخطاء ويعيش في توتر دائم. يجب أن تسمح لنفسك بالتجربة والخطأ، واستمتع بالرحلة بغض النظر عن النتائج. التجربة والخطأ هما أساسيان لتقدم العلم. من الطبيعي أن تخطئ، ولكن الأهم هو أن تتعلم من أخطائك.كافئ نفسك:
كافئ نفسك على الإنجازات، حتى وإن لم تكن كاملة. سلم مشروعك في وقته، حتى لو لم يكن مثاليًا، واحتفل بكل إنجاز مهما كان صغيرًا.اجتهد بذكاء:
العبرة ليست في كمية الجهد، بل في جودة الجهد. ركز طاقتك على الأولويات، واحرص على تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية وعملك.
الخاتمة
في النهاية، تذكر دائمًا أن السعي نحو الكمال لا ينتهي، لكن الرضا عن نفسك هو ما يجعلك تعيش في راحة. ليس من الضروري أن تكون كاملًا لتكون سعيدًا.
